الصيام: صحة.. أم تخمة؟
د. حسان شمسي باشا - استشاري أمراض القلب في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة - جدة
ها هو رمضان حل علينا ببركاته ونعمائه، والناس إزاءه أنواع: فمنهم من لا يرى فيه إلا جوعًا لا تتحمله أعصاب معدته، وعطش لا تقوى عليه مجاري عروقه، ومنهم من يرى في رمضان موسمًا سنويًّا للموائد الزاخرة بألوان الطعام والشراب، وفرصة جميلة للسهر واللهو والممتد إلى بزوغ الفجر والنوم العميق في النهار حتى غروب الشمس، فإذا كان ذا معاملة ساءت معاملته، وإن كان موظفًا ثقل عليه أداء واجبه.
ومنهم -وهم الفائزون- من يرون في رمضان شهرًا غير هذا كله، يرون فيه دورة تدريبية لتجديد معانٍ في نفوس الناس من الخلق النبيل، والإيثار الجميل، والصبر الكريم.
يحمل شهر الصيام الراحة الصحية لكثير من المرضى.. إلا أنه قد يبعث من جديد شكوى مرضية عند من لم يحسن الاستفادة من الصيام.
فقد قام بعض الباحثين من الدار البيضاء المغرب، بدراسة ميدانية لمن يعانون من سوء الهضم في رمضان فقاموا باختبار 1860 شخصًا من البالغين ( 15 سنة فما فوق) من الرجال والنساء، وبدأت الدراسة من آخر شعبان، وكان يشترط أن يكون هؤلاء أصحاء لا يشكون من أعراض سوء الهضم المذكورة أعلاه، وقد ذهل الباحثون عندما وجدوا أن 12.4% كانوا يعانون من سوء الهضم الأسبوع الأول من الشهر الكريم، وبحسان سكان الدار البيضاء وجد الباحثون أن 330.000 شخص قد عانوا من سوء الهضم في هذا الشهر الكريم.
فما السبب في ذلك، رغم ما نعرف أن الصيام هو خير علاج لسوء الهضم؟
والحقيقة أن مرد ذلك هو العادات الشائعة في بلاد المسلمين، حيث يأكلون في رمضان أضعاف ما يأكلونه في غير رمضان، وتعمل السيدات كما في البيوت ـ كما يقول الدكتور محمد علي البار ـ جاهدات طوال الشهر لإرضاء شهوات الطعام لدي أزواجهن وبقية أفراد الأسرة ويتفنن تفنينًا مذهلا في أنواع الأطعمة والحلويات، وتبدأ الحركة في البيوت من عبد صلاة الظهر، ويستمر الإعداد للطعام إلى قرب أذان المغرب... ثم تبد معركة الأكل على الطعام، والانتقام لساعات الصيام.. ثم سهرات متواصلة مع المسلسلات والتلفازية والمسابقات الرمضانية، مع تناول المكسرات والحلويات طوال الليل، حتى آذان الليل بالانصرام، جاءت الوقفة الأخيرة في وجبة السحور المتخمة.
ومن الناس من يفرط في طعامه وشرابه.. لا لسبب إلا لإخماد لهيب القلق، أو الهم الذي يعيشه وهؤلاء يسببون لأنفسهم عسرًا في الهضم، وتلبكًا في الأمعاء... وهم بذلك يصرفون اهتمام جهازهم العصبي عن مشاكل الحياة اليومية إلى ما يعيشونه من متاعب الأمعاء والقولون فيتعطل تفكيرهم وينشغل بالهم بعملية الهضم، وهذا مصداق الحكمة القائلة: (البطن تذهب الفطنة).
وإذا كانت البطنة تذهب الفطنة، فإن الصوم يقوي الفطنة ويحسن نشاطها، فلقد كان المفكر اليوناني سقراط يصف بالوحشية أو بالهمجية الذين كانوا يتناولون أكثر من وجبتين غذائتين في اليوم... ترى ما عساه أن يصف "متمدني العصر الحديث" الذين يأكلون لذائذ الطعام في وجبات ثلاث وما بين الوجبات، وما تشتهيه الأنفس من مقبلات ومشهيات، ثم يخلدون للنوم على ضجيج المعدة والأمعاء، تتقلب على بعضها البعض مثقلة بما فيها من مأكولات، وما أن يستيقظوا في الصباح حتى يعودوا لتناول الطعام من جديد.
الصوم وجهاز الهضم
وقد تبدو فائدة رمضان من الناحية الطبية لدى المصابين بالالتهابات الهضمية المزمنة، وفي طليعتها الالتهاب المعدي المزمن، وهو أول من يستفيد من هذا الفرض الديني... إذ أن الطعام يؤذي الالتهابات ويزيده في شتي الحالات، والصوم يحمل إلى هذه الشكوى راحة تمتد طيلة أيام الشهر... وتكون ذات أثر كبير في شفاء الالتهابات.
كما أن الالتهاب الأمعاء المزمن والتهاب القولون المزمن يستفيدان من الصوم كثيرًا... فإبعاد الغشاء المخاطي للأمعاء عن تمارس الطعام مدة طويلة يرمم الخلايا الملتهبة.. ويقلل من إفرازاتها المرضية الكثيرة، ويخفف سوائلها المخاطية ويقدم معونة أساسية في شفاء هذه الإصابات المعوية المزمنة.
وإذا كان الصوم يفيد في حالات الالتهابات فإنه ـ كما يقول الأستاذ الدكتور منذر الدقاق ـ قد يزيد في آلا المصابين بالقرحة المعدية أو الاثنا عشرية، فيثيرها إن كانت هاجعة، إذ إن بقاء المعدة فارغة لدى المصاب بالقرحة لساعات طويلة، يجعل الإفراز المعدي الحامض يتراكم في جوف المعدة الفارغة، والإفراز الحامضي يحتاج إلى معدل يبدد فعله وأذاه وقد اعتاد المريض أن يستخدم الأطعمة في فترات متعددة من اليوم لعديل الحموضة الزائدة لمعدته.
وإذا ما تتابع الإفراز المعدي الحامض في معدة فارغة.. ازدادت آلاما لبطن واشتدت وعادت نوبة القرحة الهضمية إلى أخذ شكلها المعروف.
وللأسف فإن جهاز الهضم عند كثير من المسلمين في بلادنا معرض لنوع من التعب الخاص.. حيث يختص الطعام الشرقي بصعوبة الهضم، لثقله وكثرة الدسم فيه، وتعقد أصول طبخه، وتعدد أجزائه المخلوطة وثقل هذا الطعام يحمل الجهاز الهضمي عبئًا شديدًا خلال فترة مديدة من السنة... حتى يأتي شهر رمضان فيقدم راحة ضرورية لجهاز متعب.
ولاشك إن الإكثار من خلط الطعام، وتعدد أنواعها المتنافرة من حامضه وحلوه، ومن الطعام الدسم والمقالي وأشباهها، ومن التوابل والبهارات ثم بما يتبع ذلك من الكنائف والحلويات.. كل هذا يجعل المعدة في وضع صعب جدًا لا تقوى عليه... فتجد نفسها تصرخ بالجشاء أو تطبل البطن، بالغازات.
الصوم رحلة استجمام للمعدة
فالصوم يجلب الراحة للمعدة ويتيح لها فرصة إصلاح ما أتلف منها، والمعدة التي طالما تمددت أثناء عملها المفرط تستعيد حجمها العادي، وتنكمش عندما تكون فارغة خلال فترة الصوم، ويسير ما أصاب المعدة من متابع والتهاب نحو الشفاء.
ولا شيء يمكن أن يرجع النشاط لجهاز هضمي متعب، ولأمعاء منهكة، وغدد مرهقة مثل الصوم الصحي، يقول الدكتور ديوي: " إن الصوم يعتبر بمثابة راحة استشفائية" ويقول: " إن الراحة لا تشفي من كسر في العظم، ولا جرح في من الجروح، ولكنها ـ أي الراحة ـ تهيئ جميع الظروف اللازمة للشفاء".
ويقول الدكتور شلتون: " إن المعدة العليلة أو الضعيفة تستفيد من فترة الراحة التي يتيحها لها الصوم، فتحسن من مستوى وظيفتها، وترفع من نشاط الغدد في جدارها، وتعود بعد الصوم إلى العمل بحيوية أكثر".
وصايا صحية
فغذاءنا في رمضان ينبغي ألا يختلف كثيرًا عما هو عليه الحال خارج رمضان، بل ربما ينبغي أن يكون أبسط في مكوناته، وعلى الصائم أن يحرص على ألا يزداد وزنه في رمضان، بل ربما وجد البدين في رمضان فرصة ذهبية للتخلص من بعض الكيلو جرامات.
وينصح الخبراء بمضغ الطعام مدة كافية، فهي الطريقة الوحيدة التي تمكن من الاستمتاع الحقيقي بالآكل وتذوق لذته، عملا بالنصيحة المشهورة: " أمضغ اللقمة الواحدة ثلاثين مرة أفضل من أن تبتلع ثلاثين لقمة".
ويوصي خبراء التغذية بأن يكون الطعام غنيًا بالأغذية بطيئة الهضم، وأن تتجنب الأغذية سريعة الاحتراق.
والأغذية المفيدة التي تهضم ببطء هي تلك التي تحتوى على الحبوب مثل القمح والشوفان والفول والعدس والطحين الأسمر والأرز الأسمر، وهذه الأغذية يطلق عليها اسم الكربوهيدرات المعقدة.
أما الأغذية سريعة الاحتراق فتلك الحاوية على السكر الأبيض والطحين الأبيض وغيرها والأغذية الغنية بالألياف تمثل الحبوب بقشورها، والبقول، والخضروات، كالبازلاء والفول والفوصوليا والسبانخ، والفواكه مثل التين والمشمش وغيرها.
وينبغي الحرص على تناول غذاء متوازن يحتوى على الخضراوات واللحم " وخاصة الدجاج والسمك"، أما الأغذية المقلية فهي غير صحية، وينبغي تحديد ناولها، فقد تسبب عسر الهضم والحرقة وحموضة المعدة وازدياد الوزن.
بعض النصائح السريعة:
1- تجنب الأطعمة المقلية والدهنية والأطعمة الحاوية على الكثير من السكر.
2- احذر الإفراط في الطعام، وخاصة في وجبة الإفطار.
3- لا تفرط في شرب القهوة والشاي في وقت السهرة فالقهوة والشاي تجعلك تطرح كمية أكبر من البول مع الأملاح التي يحتاجها الجسم خلال وقت النهار.
4- حاول التوقف عن التدخين، فإذا كنت لا تستطيع التوقف عن التدخين، فحاول التخفيف منه تدريجيًا، مبتدئًا قبل أسابيع من شهر رمضان.
5- كل من الكربوهيدرات المعقدة التي ذكرناها سابقًا.
6- حافظ على تناول بضع تمرات.. ما لم تكن مصابًا بالسكر ـ فالتمر مصدر عظيم للألياف والسكريات والبوتاسيوم والمغنيزيوم.
7- أشرب عصائر الفواكه غير المحلاة في السحور.
8- أشرب اللبن الرائب وخاصة عند السحور.
ها هو رمضان حل علينا ببركاته ونعمائه، والناس إزاءه أنواع: فمنهم من لا يرى فيه إلا جوعًا لا تتحمله أعصاب معدته، وعطش لا تقوى عليه مجاري عروقه، ومنهم من يرى في رمضان موسمًا سنويًّا للموائد الزاخرة بألوان الطعام والشراب، وفرصة جميلة للسهر واللهو والممتد إلى بزوغ الفجر والنوم العميق في النهار حتى غروب الشمس، فإذا كان ذا معاملة ساءت معاملته، وإن كان موظفًا ثقل عليه أداء واجبه.
ومنهم -وهم الفائزون- من يرون في رمضان شهرًا غير هذا كله، يرون فيه دورة تدريبية لتجديد معانٍ في نفوس الناس من الخلق النبيل، والإيثار الجميل، والصبر الكريم.
يحمل شهر الصيام الراحة الصحية لكثير من المرضى.. إلا أنه قد يبعث من جديد شكوى مرضية عند من لم يحسن الاستفادة من الصيام.
فقد قام بعض الباحثين من الدار البيضاء المغرب، بدراسة ميدانية لمن يعانون من سوء الهضم في رمضان فقاموا باختبار 1860 شخصًا من البالغين ( 15 سنة فما فوق) من الرجال والنساء، وبدأت الدراسة من آخر شعبان، وكان يشترط أن يكون هؤلاء أصحاء لا يشكون من أعراض سوء الهضم المذكورة أعلاه، وقد ذهل الباحثون عندما وجدوا أن 12.4% كانوا يعانون من سوء الهضم الأسبوع الأول من الشهر الكريم، وبحسان سكان الدار البيضاء وجد الباحثون أن 330.000 شخص قد عانوا من سوء الهضم في هذا الشهر الكريم.
فما السبب في ذلك، رغم ما نعرف أن الصيام هو خير علاج لسوء الهضم؟
والحقيقة أن مرد ذلك هو العادات الشائعة في بلاد المسلمين، حيث يأكلون في رمضان أضعاف ما يأكلونه في غير رمضان، وتعمل السيدات كما في البيوت ـ كما يقول الدكتور محمد علي البار ـ جاهدات طوال الشهر لإرضاء شهوات الطعام لدي أزواجهن وبقية أفراد الأسرة ويتفنن تفنينًا مذهلا في أنواع الأطعمة والحلويات، وتبدأ الحركة في البيوت من عبد صلاة الظهر، ويستمر الإعداد للطعام إلى قرب أذان المغرب... ثم تبد معركة الأكل على الطعام، والانتقام لساعات الصيام.. ثم سهرات متواصلة مع المسلسلات والتلفازية والمسابقات الرمضانية، مع تناول المكسرات والحلويات طوال الليل، حتى آذان الليل بالانصرام، جاءت الوقفة الأخيرة في وجبة السحور المتخمة.
ومن الناس من يفرط في طعامه وشرابه.. لا لسبب إلا لإخماد لهيب القلق، أو الهم الذي يعيشه وهؤلاء يسببون لأنفسهم عسرًا في الهضم، وتلبكًا في الأمعاء... وهم بذلك يصرفون اهتمام جهازهم العصبي عن مشاكل الحياة اليومية إلى ما يعيشونه من متاعب الأمعاء والقولون فيتعطل تفكيرهم وينشغل بالهم بعملية الهضم، وهذا مصداق الحكمة القائلة: (البطن تذهب الفطنة).
وإذا كانت البطنة تذهب الفطنة، فإن الصوم يقوي الفطنة ويحسن نشاطها، فلقد كان المفكر اليوناني سقراط يصف بالوحشية أو بالهمجية الذين كانوا يتناولون أكثر من وجبتين غذائتين في اليوم... ترى ما عساه أن يصف "متمدني العصر الحديث" الذين يأكلون لذائذ الطعام في وجبات ثلاث وما بين الوجبات، وما تشتهيه الأنفس من مقبلات ومشهيات، ثم يخلدون للنوم على ضجيج المعدة والأمعاء، تتقلب على بعضها البعض مثقلة بما فيها من مأكولات، وما أن يستيقظوا في الصباح حتى يعودوا لتناول الطعام من جديد.
الصوم وجهاز الهضم
وقد تبدو فائدة رمضان من الناحية الطبية لدى المصابين بالالتهابات الهضمية المزمنة، وفي طليعتها الالتهاب المعدي المزمن، وهو أول من يستفيد من هذا الفرض الديني... إذ أن الطعام يؤذي الالتهابات ويزيده في شتي الحالات، والصوم يحمل إلى هذه الشكوى راحة تمتد طيلة أيام الشهر... وتكون ذات أثر كبير في شفاء الالتهابات.
كما أن الالتهاب الأمعاء المزمن والتهاب القولون المزمن يستفيدان من الصوم كثيرًا... فإبعاد الغشاء المخاطي للأمعاء عن تمارس الطعام مدة طويلة يرمم الخلايا الملتهبة.. ويقلل من إفرازاتها المرضية الكثيرة، ويخفف سوائلها المخاطية ويقدم معونة أساسية في شفاء هذه الإصابات المعوية المزمنة.
وإذا كان الصوم يفيد في حالات الالتهابات فإنه ـ كما يقول الأستاذ الدكتور منذر الدقاق ـ قد يزيد في آلا المصابين بالقرحة المعدية أو الاثنا عشرية، فيثيرها إن كانت هاجعة، إذ إن بقاء المعدة فارغة لدى المصاب بالقرحة لساعات طويلة، يجعل الإفراز المعدي الحامض يتراكم في جوف المعدة الفارغة، والإفراز الحامضي يحتاج إلى معدل يبدد فعله وأذاه وقد اعتاد المريض أن يستخدم الأطعمة في فترات متعددة من اليوم لعديل الحموضة الزائدة لمعدته.
وإذا ما تتابع الإفراز المعدي الحامض في معدة فارغة.. ازدادت آلاما لبطن واشتدت وعادت نوبة القرحة الهضمية إلى أخذ شكلها المعروف.
وللأسف فإن جهاز الهضم عند كثير من المسلمين في بلادنا معرض لنوع من التعب الخاص.. حيث يختص الطعام الشرقي بصعوبة الهضم، لثقله وكثرة الدسم فيه، وتعقد أصول طبخه، وتعدد أجزائه المخلوطة وثقل هذا الطعام يحمل الجهاز الهضمي عبئًا شديدًا خلال فترة مديدة من السنة... حتى يأتي شهر رمضان فيقدم راحة ضرورية لجهاز متعب.
ولاشك إن الإكثار من خلط الطعام، وتعدد أنواعها المتنافرة من حامضه وحلوه، ومن الطعام الدسم والمقالي وأشباهها، ومن التوابل والبهارات ثم بما يتبع ذلك من الكنائف والحلويات.. كل هذا يجعل المعدة في وضع صعب جدًا لا تقوى عليه... فتجد نفسها تصرخ بالجشاء أو تطبل البطن، بالغازات.
الصوم رحلة استجمام للمعدة
فالصوم يجلب الراحة للمعدة ويتيح لها فرصة إصلاح ما أتلف منها، والمعدة التي طالما تمددت أثناء عملها المفرط تستعيد حجمها العادي، وتنكمش عندما تكون فارغة خلال فترة الصوم، ويسير ما أصاب المعدة من متابع والتهاب نحو الشفاء.
ولا شيء يمكن أن يرجع النشاط لجهاز هضمي متعب، ولأمعاء منهكة، وغدد مرهقة مثل الصوم الصحي، يقول الدكتور ديوي: " إن الصوم يعتبر بمثابة راحة استشفائية" ويقول: " إن الراحة لا تشفي من كسر في العظم، ولا جرح في من الجروح، ولكنها ـ أي الراحة ـ تهيئ جميع الظروف اللازمة للشفاء".
ويقول الدكتور شلتون: " إن المعدة العليلة أو الضعيفة تستفيد من فترة الراحة التي يتيحها لها الصوم، فتحسن من مستوى وظيفتها، وترفع من نشاط الغدد في جدارها، وتعود بعد الصوم إلى العمل بحيوية أكثر".
وصايا صحية
فغذاءنا في رمضان ينبغي ألا يختلف كثيرًا عما هو عليه الحال خارج رمضان، بل ربما ينبغي أن يكون أبسط في مكوناته، وعلى الصائم أن يحرص على ألا يزداد وزنه في رمضان، بل ربما وجد البدين في رمضان فرصة ذهبية للتخلص من بعض الكيلو جرامات.
وينصح الخبراء بمضغ الطعام مدة كافية، فهي الطريقة الوحيدة التي تمكن من الاستمتاع الحقيقي بالآكل وتذوق لذته، عملا بالنصيحة المشهورة: " أمضغ اللقمة الواحدة ثلاثين مرة أفضل من أن تبتلع ثلاثين لقمة".
ويوصي خبراء التغذية بأن يكون الطعام غنيًا بالأغذية بطيئة الهضم، وأن تتجنب الأغذية سريعة الاحتراق.
والأغذية المفيدة التي تهضم ببطء هي تلك التي تحتوى على الحبوب مثل القمح والشوفان والفول والعدس والطحين الأسمر والأرز الأسمر، وهذه الأغذية يطلق عليها اسم الكربوهيدرات المعقدة.
أما الأغذية سريعة الاحتراق فتلك الحاوية على السكر الأبيض والطحين الأبيض وغيرها والأغذية الغنية بالألياف تمثل الحبوب بقشورها، والبقول، والخضروات، كالبازلاء والفول والفوصوليا والسبانخ، والفواكه مثل التين والمشمش وغيرها.
وينبغي الحرص على تناول غذاء متوازن يحتوى على الخضراوات واللحم " وخاصة الدجاج والسمك"، أما الأغذية المقلية فهي غير صحية، وينبغي تحديد ناولها، فقد تسبب عسر الهضم والحرقة وحموضة المعدة وازدياد الوزن.
بعض النصائح السريعة
1- تجنب الأطعمة المقلية والدهنية والأطعمة الحاوية على الكثير من السكر.
2- احذر الإفراط في الطعام، وخاصة في وجبة الإفطار.
3- لا تفرط في شرب القهوة والشاي في وقت السهرة فالقهوة والشاي تجعلك تطرح كمية أكبر من البول مع الأملاح التي يحتاجها الجسم خلال وقت النهار.
4- حاول التوقف عن التدخين، فإذا كنت لا تستطيع التوقف عن التدخين، فحاول التخفيف منه تدريجيًا، مبتدئًا قبل أسابيع من شهر رمضان.
5- كل من الكربوهيدرات المعقدة التي ذكرناها سابقًا.
6- حافظ على تناول بضع تمرات.. ما لم تكن مصابًا بالسكر ـ فالتمر مصدر عظيم للألياف والسكريات والبوتاسيوم والمغنيزيوم.
7- أشرب عصائر الفواكه غير المحلاة في السحور.
8- أشرب اللبن الرائب وخاصة عند السحور.