تلك الورود التي كنا نـتـنفس شذاها ذبـلت ..
وتلك الأحلام الوردية التي حلـقت في زهو أيامنا اندثرت ..
وأنهار حبـنا العذري التي أبحرت فيه قلـوبنـا جفت ..
ابتعدنا خلف التخوم ..
أصبحت المســافات بين أجسادنا بعيدة إلا أن نبضاتــنا كالقلـب الواحد ..
لا نعلم متى وأين ستــلـتقي نظراتنا الحزينة ..
جراحات البعد تسري نحو واقعي الأليم وتحاصر حدوده ..
وبكل آلامي .. أشتاق إليك ِوإلى صباحات العمر في يديك ..
مللت الوقوف فوق أطلال ذكرياتنا وحيدا أنقش أحزان عمري على صفحات الأيام ..
أتـنـفس رياحين أيامي الماضية ..
تبللني قطرات المطر المتساقطة من تلك الغيوم الهاربة ..
غريب .. أسير في دنيا الهموم حائرا ..
أبحث عن ومضات الأمل في ربيع الحياة القاسية ..
لتـندمل بها جروح آلامي ..
فلا أجد سوى رعشاتها في غربة مسافاتي ..
وعلى ضفاف الذكرى بقايا تلك الليالي التي بنت آمالنا وقد تحطمت صروحها ..
لم نجني حصاد أيامنا السعيدة ..
تغمر مشاعري برودة كعواصف الثلج ..
وجفاف كأوراق الخريف اليابسة ..
أسترجع نشوة أفراحي في رباك ِولمسات الحنان تحت ظلالكِ ..
أحاسيس انساقت نحو هوة النسيان في مدائن المجهول وأصابتها ترهلات الزمن ..
ومع صحوتي على واقعي ..
تغرب ذكرياتي مع خيوط الشمــــس..!!
أبعثرها ..فوق طاولة عمري
وأنا أحاول أن ألملم كلماتي المبعثرة فوق سطور أيـامي ولكِ ..
أقدم آخـر أوراقـــي .....
وأقدم ..آخر قطرات حبر تنزف لأجلكِ لا من أجلي ..... أولها دمعة .....
دمعة ...تحمل في أعماقها صراخات ألم ...
أهات مخزونة جفت على صفحات ذكراي ....
.... تذكري ياحبيبت العمر ....
تذكري ..دوما
آثار أقدام قلمي على شواطئكِ
تذكري ..أبدا
..ضحكة برئية حفرناها معا حول أسمائنا ..
وتذكري ...
كلما طاف ...حولكِ طيف اسمي ...وهمسي مع نسيم الصباح ...
أو جاور نجمة الليل يوما بأني ...كنت دوما صادقاً
*** وداعـــــــــــا ***
ها هي ..سفن الوداع ..تلوح بأشرعتها
تدفعني لأغرق ... في ألم الفراق ... تسحبني لعمق الحيرة والأحزان
وتنثر أشلاء حطام قلبي ... فوق ركام الهموم .... لحظة الفراق
وتصمت ...أقلامي ..فيصمت كل شيء في داخلي ...
وتظل ... ذات الدمعة تراقص وجه أحزاني ...